#شعر | #عبدالله_علي_العنزي: حقبةٌ لزمنٍ مفقود

فن وثقافة

الآن 397 مشاهدات 0


"أنا الزمن المفقود في كل حقبةٍ
وعيناي في كل العصور تُحدِّقُ"
ماأجملها من صورة مبتكرة،

هو زمن يتوحد به الشاعر لكنه لم يأتِ   ومالايأتي فهو في أطواء  الفقد، زمن يضفي على أهله لباسهم الإنساني وصفاءهم الوجداني ، فيه من مدينة افلاطون مثاليتها، ومن قصة الفردوس المفقود جماليتها،
لذا يسافر الشاعر  في كل العصور بحثاً عن ذلك العصر المأمول فهل يعثر عليه ليأوي مطمئناً إليه.

قصيدة رائعة ، ساطعة للشاعر المتميز عبدالله علي العنزي ، تتضمن صوراً شعرية نابضة بعمق الدلالات وجمال العبارات في كل مشهد من مشاهدها وصولاً إلى ثيمة القصيدة بما فيها من بعد إنساني:

تقول وجدنا النورَ ، والضوء زائفٌ
وتخدعنا الدنيا ، ونحن نصدِّقُ

تألمتُ لكني دفنتُ جوارحي
وخبأتُ جرحي كلما جئتُ أنطقُ

وعانقتُ كل الحائرين، مواسياً
وقلبي هنا بين الحنايا ممزَّقُ

أرى في زوايا الغيب أحلامَ من مضوا
ولم يلتقوا يوماً ، ولم يتفرقوا

إذا التف غصنُ الذكريات على يدي
ذبُلتُ ، وهذا الغصن بالأمس يورقُ

يباغتني الفصل المعاد ولم أزل
ببحرِ خطاياي الصغيرة أغرقُ

أُصلّي لأجل العابرين ليعبروا
فلا يتركوا عين المحبِّ ترقرقُ

على الهامش المنسيِّ في كل صفحةٍ
من العمر أبكاني لقاءٌ معلّقُ

أُكوّر فيه القلب نبضاً مرقّقاً
وألقيه مابين السطور فيخفقُ

أنا الزمن المفقود في كل حقبةٍ
وعيناي في كل العصور تُحدِّقُ

أُربِّي حمامات السلامِ فلا أرى
سوى موتها في الأفق حين تُحلِّق

لِئلّا أرى  الليل الأخير  مسيّراً
يمرُّ على هذي البلاد  ويأرقُ

أضأتُ قناديل الطريق فربما
استدلَّ بها من حيرة الدرب مفرقُ

سُرِقْنا  من  الأيام  حتى  تنبهت
ملامحُنا  أن  الطفولةَ  تُسرقُ

أسيرُ  ولا أدري  لأيةِ  وجهةٍ
سآوي وطوفان الحقيقةِ يُطبقُ

كبرتُ ومازال انتظاراً معلقاً
ولا تكبر ا لأحلام  أو  تتحققُ

سأمضي ولاءاتي تبررُ وحدتي
ويحلو لي  المنفى  ولا أتملقُ

إذا لم أكن بدءاً ، حرقتُ قصيدتي
وللشمس في قلب السموات مشرقُ

تعليقات

اكتب تعليقك